من هو البيروني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني
عاش بين سنتي 362-440 ولمع بين علماء المشرق والمغرب حتى اعتبر من واضعي الأسس الأولى لعلم حساب المثلثات . وكان في نفس الوقت فيلسوفا وعالما في الفيزياء والرياضيات .
وإلى ذلك أضاف المستشرق الأمريكي أربوبول قوله إن أسم البيروني ينبغي أن يحتل مكانه رفيعه لأكابر العلماء ......... ومحال أن يكتمل أي بحث للرياضيات أو الفلك أو الجغرافية أو علم الإنسان أو المعادن دون الإقرار بمساهمته العظيمة في كل من تلك العلوم............ والبيروني من أبرز العقول المفكرة في جميع العصور وهو يتميز بصفات جوهرية تظهره بمظهر الشمول وعدم التقيد بالزمن شأن العقول العظيمة ).
وقد زار البيروني عدد كبير من البلدان باحثا عن العلم والعلماء . ومع أن مؤلفات البيروني كتبت منذ ألف سنة فقد كانت سابقة في كثير من المناهج والأفتراضيات العقلية التي يحسب البعض أنها حديثة ويشهد جورج سارتون بالبيروني في كتابه ( المدخل إلى تاريخ العلم ) المجلد الأول قائلا كان البيروني باحثا وفيلسوفا ورياضيا وجغرافيا وعالما من أصحاب الثقافه الواسعة بل أنه من أعظم علماء الإسلام ومن أكابر علماء العلم).

ومثل هذا الكلام وكثير غيره يدل على ؟أن البيروني كان علامه جامعا, فهو فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وفلكي وشاعر وعالم في الرياضيات والطبيعيات وقد نوه المؤلف المعروف ديفيد يوجين سمث في كتابه ( تاريخ الرياضيات ) المجلد الثاني ( بأن البيروني كان ألمع علماء عصره في الرياضيات ,وأن الغربيين مدينون له بمعلوماتهم عن الهند ومآثرهم في العلوم وكان يتوخى الإيجاز في كتبه المنقحة التي يصوغها بأسلوب مقنع ويعززها بالبراهين الموضوعيه)
أتصف البيروني بروح علميه عاليه فنهج منهج التجربة والقياس في أبحاثه ولم يتبن من أحكام الأوليين إلا ما وفق الواقع والتجريب
ويجدر أن نذكر أن هناك خطأ تاريخي خطير شائع يقع فيه كثير من علماء العصر الحاضر في العلوم إذ يعتقدون ان إسحق نيوتن ونال شهرته في حساب التفاضل والتكامل والهندسة الميكانيكية هو أول من فكر في نظرية الجاذبية .......................مع العلم بأن أول من فكر فيها هو العالم المسلم الكبير البيروني ..........ويقول الدكتور كارل بوير في كتابه ( الرياضيات ) : ( إن البيروني ليس عالما رياضيا فحسب .. بل هو عالم فيزيائي أيضا كما أنه بلا أدنى ريب أول من فكر في علم الجاذبيه . ومع مراعاة جميع الأعتبارات نقول إن البيروني اشتهر في علم المثلثات والجاذبية بينما دان علم الفيزياء لابن الهيثم) ويقول الدكتور فلورين كا جورى في كتابه ( تاريخ الفيزياء ) : ( أن البيروني أشتهر في علم الطبيعة ولا سيما الحركية و توازن المواد السائلة ولجأ في بحوثه إلى التجريب فأجرى تجربة لحساب الوزن النوعي بالاستعانة بوعاء يتجه مصبه إلى أسفل , ووزن الجسم في الهواء وبهذه الكيفية حسب الوزن النوعي .. كما قاس الوزن النوعي لثمانية عشر عنصرا ومركبا بعضها من الأحجار الكريمة ) وبلغت قياسات البيروني درجة كبيرة من الدقة

كان البيروني يعتمد على القياس و الاستقراء في طلب المعرفة ويجتنب التركيز الزائد على الحفظ , كما كان يصر على أن الباحث يحتاج إلى أستشارة المراجع ا؟لأولية . ولهذا أجاد اللغات الفارسية واليونانية والسريانية والسنسكريتية إلى جانب اللغة العربية . حتى يتمكن من تتبع تلك المراجع وهو يعتبر من أوائل المسلمين وهو يعتبر من أوائل المسلمين الذين اعتمدوا على البحث والتجربة كوسيلة لتحصيل المعارف وكان يتحاشى الأخذ بآراء علمية دون دراسة وتحقيق ...ومن هذا يظهر جليا أن طريقة البيروني في البحث تقوم على التأمل والمشاهدة والملاحظة والتجربة والاستنباط ........ ويقول المستشرق يوسف شخت: ( أن لدى البيروني شجاعة فكرية تتجلى في شغفه بالأطلاع العلمي وبعده عن الوهم وحبه للحقيقة وتسامحه وإخلاصه...........كل هذه الخصال كانت عديمة النظر في القرون الوسطى .....والواقع أن البيروني كان عبقريا مبدعا ذا بصيرة شاملة نفاذة)

انجازاته في علم الفلك :
أهتم البيروني بعلم الفلك واستنتج من دراسته :
o أن الشمس أكبر من الأرض وأكبر من القمر
o كما علل الشفق والغسق تعليلا واضحا
o حسب محيط الأرض بدقة فائقة
o حدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم بتطبيق نظريات رياضية
o وهناك مسائل كثيرة معروفة باسم البيروني منها مالا يحل بالمسطرة والفرجار , مثل : محاولة قسمة الزاوية ثلاثة أقسام متساوية وحساب قطر الأرض
o إثبات أن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت
o يقول الدكتور فلورين كاجوري في كتابه (تاريخ الرياضيات) : ( إن البيروني بحث في تقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية وكان ملما بعلم المثلثات وكتابه في علم حساب المثلثات أنه عرف قانون تناسب الجيوب ( شبيه بقاعدة لامي )
o ناقش البيروني موضوع كروية الأرض وإنها تتحرك حول محورها مما يخالف الآراء الخاطئة التي كانت سائدة قبله ومؤداها أن الشمس تدور حول الأرض
o ذكر الدكتور موريس كلاين في كتابه ( تاريخ الرياضيات من الغابر حتى الحاضر ) : ( أن البيروني أثبت نظريا أن الأرض تدور حول محورها مما ساعد على نشأة نظريات فلكية جديدة )


وتتجلى حماسة البيروني للفكر العلمي في براهينه الكثيرة لبعض النظريات في علمي حساب المثلثات والهندسة .............ويقول الدكتور موريس كلاين في كتابه الرياضيات من الغابر إلى الحاضر ) : ( إن البيروني حل أشتهر بإقامة البرهان على القانون المعروف بجيب الزاوية مستخدما المثلث المستوى) ........ ووجدت في القرون الوسطى مسائل رياضية كثيرة استعصى حلها على العلماء السابقين للبيروني وخاصة في علم الهندسة فعكف عليها البيروني حتى حل معظمها ......... وقد أوضح البروفسير جورج سارتون في كتابه( تاريخ العلوم الإنسانية ) : ( إن البيروني حل بعض المسائل علم الهندسة المستوية التي كانت مستعصية على العلماء ) وقد أولى الجبر عناية كبيرة فدرس مؤلفات العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي واستوعبها أستيعابا تاما وأضاف إليها كثيرا من التعليقات ....كما درس المعادلة الجبرية ذات الدرجة الثالثة وطورها بحلوله الهندسية والتحليلية ....... ويقول الدكتور كارل بوير في مقالة نشرها في مجلة ( الرياضيات الأمريكية ) : ( إن البيروني حل المعادلة المشهورة في القرون الوسطى س3 = أ + 3 س وحصل على قيمة مرضية لجذورها مقربة إلى ستة أعداد عشرية ).

ويتصف البيروني بسعة الاطلاع وحب القراءة والتأليف فانكب على التحصيل العلمي , وعكف على القراءة والكتابة دون أن يفارق يده القلم أو عينه النظر.........
كما كان يقضي معظم وقته في التفكر والتصور طلبا لأصالة البحث ...... ومما قاله المستشرق الروسي فاسيلي فلاديمرويج بارتولد في كتابه( تاريخ الحضارة الإسلامية) : ( أن البيروني مؤلف منقطع النظير ألف كتبا قيمة في قوانين الهيئة وأصول تاريخ الأقوام وحياد علمي تام......... وكان يعتمد في تأليفه على وسيلتين عامتين البحث والتجربة)
ولم يقتصر عمله على التصنيف في الرياضيات والفلك والطب بل ألف في الآداب والجغرافيا والتاريخ , فكان موسوعة علمية تمشي على قدمين ....... واعترف المتخصصون في علم التاريخ بأن مؤلفات البيروني تتميز بالأسلوب المنطقي وسلاسة العبارات والتنسيق الرائع. كما كان يفوق من سبقه ومن تبعه في ميدان التاريخ بما كان عليه من الإطلاع واسع على أخبار الشعوب الشرقية والغربية وهذا لم يكن متوفرا لدى معاصريه .....وهذا وقد خطا البيروني خطوة عظيمة في التأليف واشتهر بين علماء عصره...............
وعاش البيروني في الهند بين سنتي 408- 422هـ يدرس ويترجم مؤلفات الهنود واتسعت بذلك مداركه . ويقول كارل بوير في كتابه ( تاريخ الرياضيات) : ( إن البيروني كتب كتابا بعنوان ( الهند ) عرض فيه تلك الحضارات الشرقية وتراثها العلمي ) وذكر البروفسير ديفيد يوجين سمث في كتابه ( تاريخ الرياضيات ) المجلد الثاني : ( أن البيروني قرب ط ( النسبة التقريبية) إلى أقرب عدد مستخدم في الوقت الحاضر وهو 3,14183 ) . وبما أن البيروني كان يميل إلى النقد البناء فقد كان يتوخى منتهى الحرية والشجاعة في أبداء آرائه ...ولا ريب في أن شجاعته الفكرية وميله الشديد إلى الوصول إلى الحقيقة والتسامح والإخلاص كانت من الصفات النادرة خارج العالم الإسلامي آنذاك ......وكان البيروني يسلك في دراسته وأبحاثه طريقة علمية بحته تتبين فيها دقة ملاحظاته وفكره المنظم معتمدا في آرائه على البراهين التجريبية والحجج المنطقية.
فعلماء المشرق في الحاضر والغابر يقدرون البيروني ويحترمونه حتى أن أكاديمية العلوم السوفتية أصدرت سنة 1370 هـ كتاب بعنوان (البيروني) يضم بين دفتيه كثيرا من المقالات التي تبين فضل البيروني على البشرية جمعاء..............
ونشر في الهند سنة 1371هـ كتاب يحوي على عشرات البحوث والمقالات التي تتناول البيروني , أحياء لذكراه واعترافا بجميله على البشرية
فقد ألف ما يقارب 300 مؤلف بين كتاب ورسالة . منها :
1. كتاب حساب المثلثات .
2. رسالة فيها بعض المحاولات لتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية .
3. رسالة في استخراج محيط الأرض
4. جداول رياضية للجيب والظل
5. القانون المسعودي في الهيئة والنجوم
6. رسالة في الهندسة والتنجيم
7. كتاب الصيدلة
8. رسالة في المعادن
9. رسالة في الميكانيكا والأيدروستاتيكا
10. رسالة فيها ضغط السائل
11. رسالة في أصول الرسم على سطح الكرة
12. رسالة في سمت القبلة
13. كتاب استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني
14. كتاب العمل بالإسطرلاب
15. كتاب مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة الكرة
16. مقالة في التحليل الرياضي
17. كتاب عن حركة الشمس
18. كتاب جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة
19. كتاب منازل القمر
20. كتاب طرق الحساب
21. كتاب استشهاد بأختاف الأرصاد
22. كتاب تحديد الأماكن والمسافات
23. كتاب كربة السماء
24. كتاب عن النجوم
25. كتاب المسائل الهندسية
26. رسالة بحث فيها الثقل النوعي واستخراج ا؟لأثقال النوعية

من المهم أن ندرس تاريخ الرياضيات والاهم هو مايجب ان تكون عليه ثقافة المعلم